أكد مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ أحمد نصار رفض الاعتداء على الجيش وندينه، معتبرا ان الاعتداء عليه اعتداء على كل اللبنانيين، وأن التقاتل مع الجيش ودعوات الانفصال عنه أو الجهاد ضده، وتعطيل مهماته الأساسية وجرّه إلى معارك داخلية، هو أمر يمسّ بأمن الدولة وأمن اللبنانيين وهو مرفوض ومستنكر.
كلام نصار جاء بعد لقائه مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني على رأس وفد من علماء صيدا.
وأعرب عن ألمنا الشديد لسقوط شهداء وضحايا من الجيش ومن أهالينا في صيدا في ذلك الحادث الأمني المفجع، ونعزّي أسرهم وقيادة الجيش وأهالي المدينة، مؤكدين على ضرورة إجراء تحقيق شفاف وفعّال وإطلاع اللبنانيين على حقائق ما جرى ويجري.
وطالب بعودة صيدا مدينة آمنة مطمئنة يتمتع أهلها بالكرامة بوجود الجيش الوطني فيها، ويحقق لأهلها المساواة والسلامة والكرامة ورفع أي ظلم عنهم، وتثبيت النظام وحفظ الأمن ومنع النسيّب وعدم الانضباط، فلا سلاح غير سلاح الدولة، ولا اعتقالات تعسفية أو ممارسات انتقامية تعيدنا إلى الوراء بذاكرة أليمة، وخاصة فيما يتعلق بمن شارك الأسير في الاعتصامات أو الصلاة في مسجده أو وجود صورة له على الهاتف وغيرها.. وذلك لأن ظاهرة الأسير ولدت من الظروف والمناخات الموجودة في البلاد عامة ودخلت كل عائلة صيداوية بل كل عائلة لبنانية سنية وتأثر بها اللبنانيون عامة نتيجة الاحتقان المذهبي والطائفي القائم، والخلاف السياسي الواقع، والتجاذب الإقليمي المؤثر.
ورفض التعامل بخشونة مع المواطنين والمقيمين على الحواجز والتدخل بخصوصياتهم ومنها مظهرهم الديني، وكذلك نرفض العنف المفرط مع الموقوفين. وناشد رئيس الجمهورية وقائد الجيش نشر أسماء الموقوفين والقتلى والجرحى لإعلام أهاليهم وإجراء اللازم بحقهم، فالمدينة مكلومة بأبنائها ومنكوبة بحجم الدمار فيها، لافتاً إلى أن جميع المواطنين يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق والواجبات، وأنه من أسباب الفتنة واستمرارها ومن المعيب أن يرى المواطن مواطناً آخر يعيش معه في مدينة واحدة يتمتع بأفضلية عليه من ناحية الحقوق والواجبات، ناهيك عن حمل السلاح فهو لا يمكن أن يتقبّل هذا الواقع الذي يجب أن نرفضه جميعاً.
كما دعا جميع أركان الدولة والسياسيين إلى ترك الخلاف جانباً والخطاب التحريضي والاستفزازي ومحاولات تسجيل المواقف واستجلاب الأنصار من الداخل والخارج، تحقيقاً لأهداف مشاريع متعددة، كلها تضعف مشروع الدولة والوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وضرورة الالتفاف في هذه اللحظات الدقيقة والحساسة والحرجة والمؤسفة حول الدولة ومؤسساتها والجيش اللبناني بغضّ النظر عن أي تفاصيل أو ملاحظات.
ودعا الجميع للجلوس إلى طاولة الحوار الوطني والتوافق على ما يحفظ السلم الأهلي، كما ندعو بشكل خاص إلى طاولة حوار إسلامية تضم رؤوس التأثير في المجتمع اللبناني والاتفاق على خطوط حمراء وتخفيف الاحتقان السائد بين مختلف المذاهب الإسلامية.
كما استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في دار الفتوى سفير العراق في لبنان رعد الألوسي في زيارة بروتوكولية بعد استلامه مهامه الجديدة في لبنان، وجرى البحث في الاوضاع العامة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.